السبت، 24 ديسمبر 2011

الليلة الثانية "كرم الله"

مولاي العزيزي،،
كان يا ما كان،، في حديث الزمان، كان هناك أختان جميلتان،، تقدم لهما أخوان،، إحدى الفتاتان وهي الكبرى وافقت على عريسها بسرعة،، أما الثانية فلم تحبذ الفكرة ولم ترضاها،، لكن لأنهما عريسان "لقطة" كما يقولون،، فأجبرها والدها عليه،، لم يعملا فرحاً واحداً بل فرحين،، لكل واحدة فرحين،، فسكن أهل العروس كان يبعد كثيراً عن سكن أهل العريس،، وكانت ليالي ملاح كما يقولون،، فمال بحمد لله موجود وبكثرة،، فهم تجار معروفون في البلد.
كانتا تعيشان كجارتان،، والمقارنات بينهما من الجميع،، فالصغرى كانت تسمع كلاماً من أختها الكبرى ولا تفهمه،، وتقول دائماً في نفسها،، لا أعيش ما تعيشه،، لا يحصل معي ما يحصل معها،، تسعة شهور مرّت وكانت طفلة على يد الأخت الكبرى،، وسنة بعدها وطفلة أخرى،، والصغرى لم تنجب،، وبدأت الناس تسأل وتقارن وتفتش،، حتى صدمت الصغرى بأن زوجها مريض بالقلب،، وهو مريض به قبل أن تتزوجه وغشها وخدعها ولم يخبرها،، عانت حرمان كبير،، من كافة حقوقها،، ولم يكتف بذلك،، بل منعها من كل شيء،، من غيرته الطائشة عليها،، من النقود والرحلات والخروج والتسوق وأي شيء يخطر على بال إنسان،، وأختها تعيش حياتها بحرية،، تحت ضغط منه ومن المجتمع وحاجته للأبوة وحاجتها هي للأمومة وافقت أن تزرع جنيناً منه في رحمها،، وأتت إلى الدنيا طفلة،، طبعاً كانت محاولات كثيرة سابقة فاشلة آذت نفسيتها وأتعبتها،، وبعد الطفلة بخمس سنوات،، زرعت جنيناً آخر،، ورزقها الله بطفلة أخرى،، ولم يتجاوز عمر الصغيرة ثلاث سنوات حتى توفى الله والدها،، رحمه الله وغفر له ذنوبه.
لم تحزن عليه،، ولم تذرف أي دمعة عليها،، فكان بالنسبة لها قيداً،، سجناً،، بل حزنت على شبابها الذي ضاع ولم تستمتع به،، على ارتباطها بزوج بالاسم فقط،، سبع عشرة سنة وهي تعيش حياة كاذبة أمام الآخرين.
سنتان فقط،، سنتان حتى تقدم له طبيب مشهور في البلد،، تزوجها،، عاشت حياة مختلفة،، لم يحرمها من أي شيء،، لا نقود ولا زيارات ولا تسوق ولا رحلات،، حتى بناتها يرعاهن ويعتني بهن،، والأهم من ذلك كله أنها بعد تسعة شهور كان عليها يدها طفل،، وهي الآن حامل في طفلها الثاني.
انتهت قصتي يا مولاي.


بعد أن أنهت الابنة قصتها لاحظت أن هناك دموعاً من عيون والدها الملك.


بقلم: نسرين شرباتي

الخميس، 15 ديسمبر 2011

الليلة الأولى


فلما كانت الليلة الأولى حكت الابنة
جاءني يا مولاي أنه رجل من هذا الزمان اشتهر من الصغر بالقوه والحكمه اشتغل في كل شيء تجاره وصناعه وزادت شهرته واستقر في التجاره و تزوج في سن صغير وانجب من البنات خمس وحمد الله فاوسع في رزقه مما جعله يربيهم ويعلمهم ويزوجهم
وايضا اشتهر بفعل الخير علي مدار عشرون عاما فزاد ماله و املاكه ولكنه لم يحسب حساب للزمان فلم يبخل يوما علي نفسه او علي اهله او اي حد من كان بشيء فحدث في فتره انه وضع ماده سامه للقطط في والكلاب في المنطقه فمات عدد كبير منها فتبدل حاله و تجمع عليه بعض القوم من المعروفين بالسحر والاعمال بحجه عمل الصلح بينه وبين القوم الاخر الذين قررو ان يصفو كبده علي حسب وصفهم فكانما فقد صوابه ورشده واوهموه ان به عمل ساحر كبير لا بد من فكه وشيئا فشيئا صورو له ان عنده في داره كنز مدفون واخذ يبحث عن الكنز المجهول الذي لم يكن سوي خيالات عملها السحره ونتاج الاعمال فكان الحرب عليه قامت فاصبح يخسر في عمله يوما بعد يوم وتنكر له قومه الا القليل من اهله فظل يهيم علي وجهه في البلاد وازدادت خسارته لدرجه انه باع كل املاكه وتداين من كل الناس وتكالبت عليه الظروف والناس وصار هذا الذي كان يتمشي في ماله وحلاله يمد يده لهذا وذاك طالبا للعون تاره وتاره يتواري من القوم
 لم يتركه ابناءه ظنا انها ايام وربما شهور وتمر ولكن الامر زاد لسنه تتلو الاخري فتبدل حال اهله للضيق منه احيانا و احيانا شفقه وحسره عليه ولكن الذين لم يتخلو عنه مطلقا كانو بعض بناته الاتي قررو ان يمدوه بالمال علي قدر استطاعتهم وتوفير سكن له و لامهم المسكينه التي ضاق حالها علي اخر ايامها وهو علي نفس الحال يبحث عن كنزه ويروي قصص عنه وعن امواله التي لا يعلم سرها الا الله
صبرت زوجته علي ضيق الحال وعدم الشكوي والسؤال فما فعله معها طوال عمرها جعلها ترده الان في حفظ ما تبقي من زوجها فكان يحسن معاملتها ولا يجعلها تطلب شيءا الا واحضره قبل ان تطلبه فكان نعم الزوج ونعم الاب ونعم الرجل الذي قل ان تنجبه النساء وربما فعله الخيرات ومراعاه الله في اعماله حفظه من ان ينتهي امره بالمال الحرام فباعد الله بينه وبين كل حرام بشتي الطرق وجعل ما في يده لا يضره ويكفيه فمن غضب الله عليه رزقه من الحرام ومن اشتد غضب الله عليه بارك له فيه
هنا انطلق ديك الصباح فسكتت ابنه شهرذاد عن الكلام المباح

** القصه حقيقيه بكل تفاصيلها

الخميس، 8 ديسمبر 2011

عندما فقدت شهرذاد النطق ...!!

ليالي وايام طويله تحكي كل ليله بالليل من بعد العشاء الي الفجر وبالنهار تحاكي اطفالها وخدمها اشياء جعلت احبالها الصوتيه تنقطع ولا تستطيع النطق بعدها لم ياتي ذلك فجاه ولكنها كانت تخشي ان تقول انها تتالم من كثره الكلام خوفا من المصير الذي يهددها ليلا ونهارا بالاعدام رغم انها للحظات تخيلت انها نجت من هذا الحكم الا انها ومن قريب تاكدت ان نجاتها في قصصها التي تحكيها كل يوم
احيانا تفكر بان تستسلم لقضاءها وتترك رقبتها للسياف يطيرها ويريحها من الم الليل والنهار ولكن اطفالها كانو مسمار جحا بالنسبه لها تتعلق بهم في الحياه تخاف عليهم من ظلم الملك الذي لا يهمه ان تطير رقبه شريكه عمره لمجرد انها تكاسلت في القاء قصه كل ليله ولكن الان ما كتمته ظهر واصبحت لا تنطق ولن تنطق مره اخري
اخذت تتحامي في اطفالها تضمهم اليها بكل قوه خائفه من المصير تبكي من قلبها تفكر ماهو مصيرهم بعدها ومصيرها الان ووسط بكائها وبكاء اطفالها اقترحت ابنتها ان تكتب امها القصص وتحكيها هي الي ابيها وبذلك تنجو من المصير فاشارت اليهم فلم يفهمو اشاراتها فاحضرو الاوراق لتبدء تتحدث من خلالها فقالت ان تسال ابيها هل يوافق علي ذلك ام لا فذهب الاطفال كلهم للحديث مع ابيهم يترجونه ان يوافق ومن الغد ستبدا اختهم بسرد الحكايات الشيقه وبعد محاولات كثيره معه وافق علي ان تبدء من الغد وان تكاسلت يوما فلن يتاخر في ارسالها للسياف بلا رحمه
رجع الاطفال الثلاثه الي امهم يزفون اليها الخبر السعيد فقد كتب لها عمر جديد ولكن بكائها لم يزال مستمر فمن اين ستاني بكل هذه القصص وكيف ستكتب كل ذلك هونو عليها الامر وطلبو منها ان ترتاح اليوم ومن الغد تفكر وتبدء العمل علي ذلك وتركوها وذهبو وبداخل كل منهم جرح ينزف من اب لم يعطيهم ادني اهتمام بهم وبكل سهوله فيمكنه ان يجد اخري تحكي له ويترك لهم امهم المسكينه التي فقدت صوتها من اجله ولم يرضه ففكرو  ربما يعرضو عليه الامر او يبدؤ البحث عن شهرذاد اخري ان عجزت امهم عن الاستمرار
انما هي بعد ان خرج ابنائها اخذت تبكي كثيرا بلا انقطاع تفكر لماذا لم يتاثر بها في حياته لماذا لم تتغير طباعه معها فلم ترفض له طلب من قبل لم تحمله فوق طاقته راضيه باي شيء
مسحت دموعها تذكرت قصصها فكلها اساطير لملوك انس وجان ربما تاثر بقسوتهم فاقسمت بينها وبين نفسها ان تغيره خلال شهر واحد وان لم تستطع فستستسلم لقضاءها وتترك ابنائها في رعايه الله وحده فجمعت اولادها وعرضت عليهم الامر وان كل من ابنائها الذكور يلفون البلاد من الصباح الي المساء يبحثون في احوال الناس الظالمين خاصه ويكتبون حكايتهم وهي تعدلها كي تحكي ابنتها قصه موعظه ربما تعيد رشده الذي  فقده ووافق الابناء فمن هنا بدات تحدي ثلاثون يوما تحت حصار النار والسيف 
 عندما فقدت شهرزاد النطق